الوجه الآخر للعلم – لورانس كراوس الملحد الفيزيائي وخرافة ظهور الكون من لا شيء !! ورد الملحدين أنفسهم عليه


الوجه الآخر للعلم – لورانس كراوس الملحد الفيزيائي وخرافة ظهور الكون من لا شيء !! ورد الملحدين أنفسهم عليه


بعضنا يسمع عن العالم آلان سانداك Allan Sandage أبو علم الفلك الحديث – وهو بالمناسبة مكتشف الكويزارات – وأول من توصل لقيمة دقيقة لقانون هابل وعمر الكون – وهو حائز على جائزة كرافوود Crafood التي تعادل في علم الفلك جائزة نوبل – هذا الرجل كان ملحدا في إحدى فترات حياته أو كما يصف نفسه في جريدة الواشنطن بوست Washingtonpost :
‏almost a practicing atheist as a boy
وذلك في مقالها الصادم للملحدين :
العلم يجد الإله ::: Science Finds God
المصدر :
‏http://www.washingtonpost.com/wp-srv/newsweek/science_of_god/scienceofgod.htm
يقول عن عظمة الكون واستحالة تفسيره بغير الخالق عز وجل :
“إني أجد من غير المحتمل بالكلية أن يأتي هذا النظام من الفوضى، لا بد من وجود مبدأ مُنظم، والإله بالنسبة لي غامض ولكنه يُفسر معجزة الوجود – لماذا يوجد شيء بدلاً من اللا شيء”
المصدر :
‏Allan Sandage, New York Times, 12 March 1991, p.B9.
================
إن فراغ الكون إذا صح التعبير – أو الفراغ الكمي أو الكوانتي بلغة الفيزياء الحديثة – لا يُسمى (لا شيء) ولا يوصف حتى بذلك حتى نقول أنه ظهر فيه جسيمات من (العدم) !!!
إن الفراغ Vacuum في عالم الكم أو العالم الكوانتي Quantum يعني تلك الحالة التي يكون فيها الطاقة في أقل ما يكون zero-point energy – حيث يعرف كل عالم فيزياء (محترم) أنه لا يمكن تفريغ حيز من الفضاء أو المكان تماما بحيث تقول أنه الآن صار (عدم) أو (لاشيء) حقيقي !!
ستيفن هوكينج Stephen Hawking الفيزيائي الملحد نفسه يعترف بذلك في كتابه the grand design الفصل الخامس الصفحة 178 فيقول :
‏space is never empty. It can have a state of minimum energy, called the vacuum, but that state is subject to what are called quantum jitters, or vacuum fluctuations particles and fields Quivering in and out of Existence
والترجمة :
“الفضاء لا يكون فارغا أبدا ولكنه سيبقى فى الحالة الأقل من الطاقة والتى تسمى فراغ وهذه الحالة يحدث بها تذبذبات الجسيمات إلى داخل وخارج المجال المضطرب”
إذن : ليس لدينا في الفيزياء الحديثة ولا فيزياء الكم معنى (العدم) المحض ولا (اللاشيء) الذي ألف فيه الملحد الفيزيائي لورانس كراوس Lawrence Krauss كتابا كاملا عن :
كون من لاشيء :: A Universe from Nothing
لقد تأثر فيما يبدو بالملحد الفيزيائي ستيفن هوكينج والذي أظهر مؤخرا استبداله للخالق عز وجل بقانون الجاذبية الذي يكفل – في خياله – للجسيمات التي تظهر في الفراغ الكمي أو الكوانتي : أن يخرج منها مع الوقت هذا الكون !!!
وهو ما جعل أحد رؤوس الإلحاد الجديد في العالم ريتشارد دوكينز Richard Dawkins يقول – وبكل فخر

 – :
“لقد طرد دارون الإله من البيولوجيا، ولكن الوضع في الفيزياء بقي أقل وضوحاً، ويُسدد هوكينج الضربة القاضية الآن” !!
وبغض النظر أن خرافة التطور وخرافة ظهور كون من لا شيء كلتاهما لم تتخطا مرحلة (الأفكار) و (الفرضيات) غير المثبتة فضلا عن شذوذها العلمي والعقلي والمنطقي : وبغض النظر عن الهجوم اللاذع والفاضح الذي تلقاه ستيفن هوكينج نفسه على خرافاته عندما ترك معادلاته المفترض أنها (تصف) ولا (تفسر) : ليتقمص شخصية (المفكر) و (الفيلسوف) ليفلسف للإلحاد بعد أن قال بنفسه أن الفلسفة قد ماتت !!
إلا أننا سنتركه – وسنتعرض له في منشور آخر خاص به

 – ونركز على فكرته الخرافية التي أخذها عنه لورانس كراوس وصنع منها كتابا وجد فيه الملاحدة القشة التي يتعلقون بها أخيرا في عالم الفيزياء ودلالته على الخالق !!
====================
إن أكبر خطأين ارتكبهما ستيفن هوكينج أو لورانس كراوس هما :
1- تلاعبهما بمعنى (العدم) و (اللاشيء) فيثبتانه تارة وينفيانه أخرى
2- افتراضهما أن قوة الجاذبية كانت موجودة وهو ما لا دليل واحد عليه
أو ما يسميها لورانس كراوس بـ (الجاذبية الكمية) !!!
وهو ما لا دليل عليه أيضا تجريبي بعد !!!
طبعا ناهيك عن حديث لورانس كراوس عن إمكانية الكون في الظهور أو عدم الظهور في أي وقت (فأثبت وجود زمن حيث من المفترض أنه لا زمن !! أو على كلامه فإن الزمن يظهر ويختفي أو يكون موجودا ثم غير موجود !!!)
وناهيك أيضا عن أن مجرد وجود (جسيمات) في الفراغ لا يفسر أي انضباط ودقة وإحكام وإبداع في الكون !! وذلك لأن الجسيمات محكومة بقوانين !! ولكن ….
دعونا نقرأ بماذا رد علماء فيزياء ملاحدة عليه ؟؟
====================
يقول الكاتب العلمي الملحد جيم هولت Jim Holt في اللقاء السنوي مع Eiln Tyson برعاية المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي وفي نقاش بعنوان: “وجود اللاشيء” The Existence of Nothing :
“بداية وكما يعترف بذلك كراوس نفسه أن (اللاشيء) الذي يصفه هو (شيء) أصلا !! وحينما تبدأ بتناقض : فإنه سيكون بمقدورك أن تشتق ما شئت بعد ذلك !!.. إنه (شيء) فيزيائي – يقصد الفراغ الكوانتي – له بنية ويطيع القوانين الفيزيائية المعقدة !! وهناك الكثير من الأمور التي تحدث فيه.”
هذا من أبسط الردود بالفعل على خرافات لورانس كراوس !!
إنها كلمات حق يوجهها له ملحد وليس مؤمن حتى !!!
معلوم أن الجسيمات التي تظهر في الفراغ الكمي هي منقادة لنفس القوانين الفزيائية التي نعرفها اليوم !!!! فكيف يزعم لورانس كراوس أنه كان هناك في وقت ما (عدما) أو (لاشيء) ظهرت فيه جسيمات بسبب الجاذبية !!
ولماذا استثنى الجاذبية بالذات دونا عن القوى الأربعة الرئيسية وترك القوة النووية الضعيفة والقوية والكهرومغناطيسية ؟!! وإلى أي دليل استند على ذلك وهم – أي الملاحدة – الذين يزعمون أنهم لا يقبلون شيئا بغير دليل ؟!!
======================
ويقول البروفيسور الملحد ديفيد ألبرت David Albert من جامعة كولومبيا في كتابه :
ميكانيكا الكم والخبرة Quantum Mechanics and Experience :
‏“I can see that Krauss is dead wrong and his religious and philosophical critics are absolutely right.”
الترجمة :
“أنا أرى هنا أن كراوس مخطيء حتما وأن النقد الديني والفلسفي الموجه له مُحق تماما”
======================
إن كل هذا التناقض والقفز على الحقائق والتلاعب باسم اللعب (الوجه الآخر للعلم) ينتج حتما من الملحدين عندما يتركون مهمة (الرصد) والتعامل مع (الكيفية) في وقوع الأشياء في الكون لفهمها أو الاستفادة منها أو تلافي خطرها : ويتجهون إلى (التفسير) لكي يسدوا على المؤمنين باب الإيمان في زعمهم !!
تماما كمَن يترك الموتور الجديد وبدلا من التفحص فيه ودراسته : يجلس ليخبرنا أشياء وهمية عن صانعه الذي لا يعرفه !!! فضلا عن أن يقول أنه لو فهم كيف يعمل الموتور فلن يكون هناك الحاجة للقول بأن له مصمم أو صانع !!!!

إنه مهما حاول الملحدون التملص من حقيقة دلالة العلم على الله كتفسير وحيد علمي لدقة الكون وتناسقه وغائيته : إلا أنهم دوما في تملصهم ذلك لا طريق أمامهم إلا الوقوع في نفس ما يعيبون عليه المؤمنين بالخالق عز وجل وهو التفسير فوق المحسوس أو الميتافيزيقي أو غير الاقبل للرصد ولا معرفة ماهيته أو تجربته !!
الفارق الوحيد هنا هو أن المؤمنين يبنون على المقدمات العلمية والعقلية والمنطقية السليمة : نتائج علمية وعقلية ومنطقية سليمة (وهي وجود الفاعل الحكيم العليم المُتقن المُريد) : تماما كما يبحث العلماء اليوم عن أي أثر لرسالة عاقلة في الفضاء أو كومة تراب تدل على صانع عاقل على أي كوكب – رغم أنهم ساعتها لن يعرفوا الفاعل إلا أنهم سيعرفون يقينا أنه عاقل ومُصمم ويعرف ما يفعل ويريده – !!
ولكننا نجد على النقيض وعلى الطرف الآخر الملحدين وهم في فرارهم المضحك من هذه الحقيقة التي لا ينكرها إنسان محترم :
ينسبون الدقة والإحكام والقوانين والغائية تارة لصدف عشواء وتارة لقانون الجاذبية الذي استثنوه من العدم الخاص بخيالهم الخاص

===================
ونختم معا بمقطعين منقولين لبروفيسور الرياضيات وفلسفة العلم جون ك. لينكس حيث يقول :
“ولو لم يكن هوكنج مجانباً للفلسفة إلى هذه الدرجة فلربما اطلع على عبارة فيتنغشتاين wittengstein بأن “خداع الحداثة” يكمن في الإيحاء بأن قوانين الطبيعة تفسّر explain لنا العالم، في حين أن كل ما تقوم به في الحقيقة هو وصف describe الانتظامات البنيوية فقط، ويتعمق ريتشارد فاينمان Richard Feynman في الأمر أكثر، وهو حامل لجائزة نوبل في الفيزياء :
إن مجرد وجود القواعد التي يمكن اختبارها هو نوع من المعجزات؛ إن إمكانية وجود قاعدة مثل قانون الجاذبية الذي يصف تناسب شدتها عكسا مع مربع المسافة هو نوع من المعجزة ولا يمكن فهمه مطلقاً، ولكنه يقدم إمكانية التنبؤ – وهذا يعني أنه يخبرك بالذي نتوقع حدوثه في تجربة لما نقم بها بعد”14. وهذا الواقع بالذات -أي أن كل القوانين يمكن صياغتها رياضياً- كان مصدر إعجاب دائم لأينشتاين لأنها تشير إلى ما وراء الكون الفيزيائي: إلى “روح أعلى بكثير من التي لدى الإنسان”
المصدر :
‏Gunning for God – John C. Lennox – Chapter 1 – P. 26
ويقول قبلها بصفحتين – P. 24 – :
” خذ على سبيل المثال الإقرار الرئيسي لهوكنج الذي يقول فيه : “بسبب وجود قانون كالجاذبية يمكن أن يخلق الكون نفسه من لا شيء وسيفعل ذلك” !! فواضح أنه يفترض أن الجاذبية (أو ربما قانون الجاذبية فقط؟) موجود، وهذا ليس لا شيء، فالكون لم يُخلق من لا شيء، والأسوأ من ذلك عبارة “يمكن للكون أن يخلق نفسه من لا شيء، وسيفعل ذلك” فهي عبارة متناقضة ذاتياً، لأنه إن قلت إن (س) خلق (ع) فهذا التعبير يفترض مسبقاً وجود (س) بداية حتى يسبب جلب (ع) إلى الوجود، فإن قلتُ إن (س) خلق (س) فقد افترضتُ مسبقاً وجود (س) حتى أبرر وجود (س)، فالافتراض المسبق بوجود الكون لتبرير وجود الكون عبارة غير متسقة منطقياً، ويبين هذا أن الهراء يبقى هراء وإن تحدث به أشهر العلماء عالمياً ويبين أن قدراً يسيراً من الفلسفة قد يساعد.
لم يقع في ذلك الخطأ صاحب كرسي هوكنج السابق في جامعة كمبردج السير إسحاق نيوتن عندما اكتشف قانون الجاذبية فلم يقل “الآن وقد حصلت على قانون الجاذبية لا أحتاج الإله” ولكن ما قام به هو تأليف كتابه المبادئ الرياضية principia mathematica أشهر كتاب في تاريخ العلم وعبر فيه عن أمله في “إقناع الإنسان المفكر” بالإيمان بالله ”
مرفق في المقال على موقعنا رابط مقال واشنطن بوست عن العلم يجد الإله – ورابط فيديو مترجم للورانس كراوس وهو يحاول يشرح – بكل استخفاف بعقول المخدوعين فيه – كيف يمكن لكون الظهور من لا شيء !!

تعليقات

المشاركات الشائعة